هَا هِي ذِكراكَ تُشعل نَارهَا مِن جَديد
آخذَّة مَعهَا قِطعَةً منِّي..
عَجِزَت كُل مُحاولَاتِي عَن إبعَادِ طَيفكَ
فَقد كُنتَ متأصلًا بِي أَكثَّر مِمّا يَنبغِي
فَلَا ذَنبَ لِي إِن هَجرتنِي الَأفرَاح..؛
لَا ذَنبَ لِي إِن اسْتوطَنتنِي الَأوهام.؛
وَصَافحتنِي مَرارة الَألَمْ مَمزوجَة بِأَوجَاع لَا تَتوقفْ..
لَا ذَنبَ لِي إِن هَجرتنِي السَعادة
لِتَسكُننِي الَأحزانْ فَيزداد لَهيبَ نَاري المُتَقِد .
لَا ذَنبَ لِي إِن قَضمَ الصَقيع أَبجديَاتِي ..؛
وهَجرتنِي بَلَابل عَاطفتِي بَحثاً عَن الدفء..؛
لَا ذَنب لِي إِن جَرَّتْ ذِكراكَ أَثواب الشَقَاء كِي تَرتَدينِي..
لَا زَالت ذكرى نُوفمبر تُمزقَ جَسدي بِسيَاط الوَجعْ..
ولَا زَالَت تَخنقَ الروحْ بِحبالَ الحنيِن المُتقِدِ..
لَا زَالت جَمرتها تَحرقُ أَوصالِي..!
ولَا زَالت رَائحَة عِطرِكَ العَالقَة تُشعِل أَنفاسِي .
وَلَا زلتُ أَرسِم لكَ طيفاً يُعانقنِي ..
أَبكيكَ بيِن أَحضانِي فَأَذوي كَشمَعة فَتكَتْ بِهَا حرَارة نَارهَا.
فِي نوفمبر ..اشْتَّد الفُراق فَجَادَ عليّ بِحزنٌ مُستَديم
وَالسمَاء تَفَجرت دُموعهَا وَجلجَلتْ بالنحيبْ.
كَانَ يوماً فيهِ وَدَّعتْ مَن وَدَّعتْ
وَالمَوت هوَ اللحِنْ الوَحيد الذي طَافَ بِروحِي
عُزِفَتْ أوتَارهِ عَلى مشَارف فُؤادي
لِأُصبح سَيدَة الجُرح الطَافِحْ بِلون الشِتَاء الكَئيِبْ ..
مُتُ لِأجلكَ... ومُتُ لِبُعدكَ
فَرقونَا.. [ أَنا] ...وَ [أَنتْ]بِقدر مَا يُريدون..
فَودعتَنا الَأفراحْ بَاكيـة
وَصَارت مَدينتِي خَاليَـة
وأَصَابتنا سِهَام الوَفاء بِطعنة قَاتلِة.؛
أَصْبحتُ أُنَاجِي القَمّر وَحيدة ..؛
أُحدثهُ عَن لَيالينَا ،وَأَشكيهِ ذَاكرتِي المُثقَلَة بِالَألَمْ..؛
أَسألهُ يَا تَّرى : مِن القَاتِل وَمنْ المقتُول..؛‘
نَحنُ ../ ..أَمْ قَدرنَا المكتُوب ..
وَهَا أَنا ..بِلغُةٍ حَمراء كَجمر الوَجَعْ أَكتُبكَ
وَكَقَطَرة مَطر غَابتْ عَن أَرضٍ عَطشى أَسْتَجدي الِإرتواء
كَنحلَةٍ تَائهَـة تَبحثُ عَن رَحيق زَهرة أَبحثُ عَنكَ
كَطفلَة شَريدة غَفتْ على الرصيف مُنهَكة أَنهكنِي شَوقِي إِليكَ
فُراقُنا يَا حبِيبِي ../
جَرفَنِي إِلى غَياهِب العُزلَة الَأبدية
بَعدَ أَن اقتَلعتْ جذور السَعادة منّي .
كَبلَّ جوارحِي بِقيود البؤسْ وسَلاسِل اليَأسْ..
لَمْ أَكنٌ أَعلَم بِأن روحِي غَارقَة فِي هواكَ .؛
ملتصقةٌ بك.
لَمْ أَكنٌ أدري بِأَنَ الدَّم الذّي يِجرِي بِعروقِي
مَا هوَ إِلَا حرُوف اسِمكَ
لَمْ أَكنٌ أَدري بِأَنَ رئَتِّي بِأَنفَاسِكَ مُحملَة ...
لَمْ أَكنٌ أَدري بِأَنِي أُحبُّكَ
أُحبُّكَ رَغمْ حُزن السَمَاء
أُحبُّكَ رَغمْ سنينَ البُعاد
أُحبُّكَ رَغمْ قَسوة القَدَر
أُحبُّكَ رَغمْ خَذلَان الوفَاء
أُحبُّكَ رَغمَ سياط الوَجعْ
أُحبُّكَ رَغمَ جَبروتَ الرَحيل
أُحبُّكَ رَغمَ إِنكَ زدتَ نَاري حَطبا
رَغمَ القهر ..؛ وَرغمَ الظُلمْ
ورَغمَ العَذاب الذي فَتكَ بِروحي
وَسَأبقِى إِلى أَن يوارى الثَّرى الجسَد والروحِ.؛
فَأَنا لَا أَفهَم بِلُغَة الحُبّ إِلَا [أَنت].؛‘
تَّرى هَل هَذهِ حالتِي فقَط...
أَمْ حَالُكَ أَيضاً مَع ذَاكَ الشريط المؤلِم مِن تِلكَ الذكرى..
أه يَا قَلبِي ضُقتُ أَنا مِن صَبري ؛؛‘ ومَا عُدت أحتمل ..
ولَا أدري مَا الذي أيقظَ تِلك الذكرى هَذا المسَاء
بنارهَا المُتقدَّة ؛؛‘ بِجراحهَا الغَائرة ..
بعَد أَن أَصبحنا غُربَاء..غُربَاء
آلمُنى