الخميس، 17 يونيو 2010

أنفَاسٌ تُصَارِعْ أَوجَاعِهَا




لَمْ أَكُنْ أَهوى الثَرثَرَةُ ِفِي حَضرَتِكَ أَيُهَا القَلمْ ؛
 فّأُعذرنِي .. / إِنْ أَبكَيتُكَ قَليلاً .؛ وَأَوجَعْتُكَ كَثِيراً.
 أُعذرنِي ../ إِنْ جَرعْتُكَ بَعضَاً
 مِنْ أَبجِدِياتِي السْودَاء المُبَللة بِدَمعٍ ملْحهُ أسَود .؛
 لَا تُخَيّب ظنّي؛ إِنتَشِلْ مِنْ جذور أَعْمَاقِي أَوجَاعِي كَي" لّا أُجَنّ"

أَتَسْمَع مثلِي زَمجَرَتْ الرَعد ؛
أتَشعُر مَعِي بِاشَتِداد البَرّد ؛
أَترى مثلِي لَمعَان البَرقْ ؛
أتُصْغِي مَعِي لِصَوتْ المَطّر ؛
 إِنَـهُ المَطَّر ؛
مَطَّر ؛
مَطَّر ؛
يَنهَمِر بِـ غَزارة .؛ تَتَناثّر زَخَاتهِ بِتَمرُد ؛
 تَعْصِف بِمَنْ حَولِها ؛‘ الغَضَّبْ يَسْكُنها. ؛ وَالانتِقامْ يَجْتَاحُها ؛
ارتَعَشَ الجَسَد ؛؛ إِنتَفضَ القَلبْ ؛
لِتَغرَقْ الروحْ بِأَوجَاِعٍ لَا نِهَايةٍ لهَا ؛ فَتُزفُرَ الَأَلَمْ زِفَرَة تَلو الَأُخْرى ؛
فَلَا تَكْتَملْ زَفَراتِها ؛ ولَا تَتَوقفْ آهَاتِها؛ وَلَا تَهدأ أَنَاتِها ؛
باللهِ عَليكَ أخْبرنِي
 مَا الَذي سَيَحْدُثْ لَو
خَضَعَتْ أَنَامِلي لِصَهْوَةٍ مَاطِرَة بِآلاَمِي المُتَجَسِدة والمُتَجرثِمَة ؛
 رُبَما يَسْمَعُنِي أحداً غَيرَ نَفسي ؛ فَيَمسَحْ تَجَاعِيد الغِيَاب ..؛‘ وَيُمزقْ أَشرعتِهَا فَيَمْتَزِجَ النَبَضْ بِكَأسِ لِقَاءٍ تُنعِشُ أَزهَارهِ بِرقَصَةٍ عَلى أنغَام المَطَّر
 أَو يَقْرَؤنِي عَابِر سَبيلْ يَمتَص كُل أَلَآمِي فَيَضيق بِها المَكان لِتَتَسَرب
 فَتَنطلق بعيداً جِداً مُتَمَدِدَة بِسُرعة لِتُصْبِح غَير قَابلِة لِإعَادَة الاسْتِيطان
 فقط مَا أَحْتَاجهُ حَرفٍ عِندَ كُلِ زَفِرة مِنَ ألَألَمْ لَا يَخْذُلنِي ؛
يَجْعَلنِي أَتَنَفَسْ ؛ أَصْرُخ ؛
 أُحَرِضْ البَرقْ ؛
أَشكِي الرَعد ؛
عَلَّ قَطرات أَمطارهِ تُذيَّب أَكوامْ الَألَمْ المُتَرَاكِم ؛
 وتُطفئ لَهْفَة الشَوقْ فِي قَلبِي المَفتُونْ بهِ .؛
 فَيَتَمحَور الدِفء حَولِي بِلقاءٍ تَحتَ غَدَقْ زَخاتهِ.
آه أَيُها الشِتَاء ..
أيُّ حُزنٍ مُتَقِدٍ هَذا الَذي أَتيتَ مُحَملاً بهِ ؛
 وَأيُّ رَحيلٍ مُهلكٍ هَذا الذَي أَتيتَ بهِ لِتَحَرمَنِي منهُ ،
فَيرتَبكَ القَلب الذي أحبهُ جِداً حَد الجِنون لِيبقى التسَاؤل الدَائِم ؛
 مَتَّى سَيَكفُّ الليلُ عَنْ صَمتهِ الَأسْوَد وَالمَطَّر عَنْ غَضَبهِ الَأزرقْ ؛
 لِأَمتَطِي صَهْوَة أَمَلِي أنَّ ثَمَّة نُور سَوفَ يَشْق الُأفِق قَادِماً نَحوي مُعلَناً تَمزُقْ
 أَشْرِعَت الفَقِد عِندَمَا يَكْتَمِل القَمر؛ لِأنتَظِرهِ ؛  وَأَرتَقبه ارتِقَابٍ مَمزوجٍ
بِرَعْشَةٍ تُسَرِع أَنفَاسي خَوفاً مِنْ أَنْ " لَا يَكْتَمل "
 أَتدري يَا رَفيقَ ../
فَكْرتُ أَنْ أَتلوَ تَعْويذَة مِنْ تَعويَذَاتْ الفُقَهاء تِلك .؛
 لَعلَّ الروحْ تَرتَاح مِن شَقَاءهِا فَتُغَادر جَسَدي التَعيس .؛ 
 أَو رُبَما تَحْتَاجُ لِفَقد ذَاكِرَتهَا ولو لِبَعضْ الوَقتْ ؛
 أَو تَأتِي عَصَافيرالرَبيع فَتُحَدثَنِي عَنهُ بِأَصواتِها
 فتُضِيء عَتْمة ذَلِكَ الَأمَلْ بِقُبلَة ذَاتْ حُب
فَتُخَلِص قَلْبِي مِن أَحزانهِ الَمُتَرَاكَمة ؛
 فَأَنَا لَا أُجِيد الحَديثْ إِلَا بهِ ؛
 وَغِيَابهُ يَملَأٌ تَجاويف النَبَض بِفَراغ قَاتِل ؛
إِنهُ المُحَرِض الَأول عَلى البُكَاء وَالحُزنْ ؛
فَفي بعدهُ عَنِي أَتألَمْ ؛ وَفِي شَوقِي إِليهِ أَتَألَمْ ؛
 في قُربهُ  منِي أفتَقُدهِ ؛وَفِي بَعدِهِ عَنِي أَفتَقُدهِ ؛
فَتشتُ كُل الزَوايَا التِي عَبرتها مَعهُ ، عَنهُ ،
أَنصتْ السَمع لَعلي أَسمَعْ وَقعِ خَطواتِهِ فَتَقودَني إِليهِ
كمْ .. وَكَم ../ بَحثتُ عنهُ لُأبقِيهِ ؛  لِأُمَزِقْ غَيابهِ ،
 حَتى بتُ أتَسَاءَل مَنْ يَكُونَ هَذا المُندَس بَينَ أَضلعُي
 لِأَبحَثُ عَنهُ بَينَ أَورِدَتِي التي أتخَذَ منهَا مُتَكأً ؛
مَنْ يَكُونَ لَِتُبكيهِ الَأماكنْ شَوقاً ؛ وَتَنتَحِب دَمعاً.؛
مَنْ يَكُونَ لِيُدَندن القَلب مَعزُوفَة الحَنينْ إِليهِ لَهفةً .؛
قًلّ لِي بِرَبِكَ ؛
 مَنْ يَكُونَ لِأُحبهُ جِداً ؛ لَا بَل لِأَعْشَقُهُ جداً جِداً ؛
 فَالحُب يَموتْ ، والعِشقْ يَدوم أَبدا .؛ وَأَنا أَعشَقهُ جِداً جِداُ ..؛ . .



mona