الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

الورد الَأسْوَد والوشَاح الَاحمر

 
 
عِمتَ مسَاءً / أَيهَا الوَرد الَأسَود
عمتِ مسَاءً / يَا ذات الوشَاح الَأحمَر
 
أخبرينِي /
مَا بَال الحُزن يتَوسَد روحكِ مِن جَديد
أَلَمْ ينتهِي بَعد ذَاكَ الحِداد اللعيِن ،
 أَلَم تَكتفِي مِن رَسم غصَات
حُزنكِ بَعد أَن شَحت أَناتِها وخَفتت أصواتهَا ،
 أَمَا زالَ الَألَمْ والوَجع يفتِكَان بما تَبقى مِن ِأوراقكِ الخضرَاء اليَانعَة
أخبرينِي / مَا الذي تَغيِر؟
هَل حَلقت البهجَة فِي فضَاءكِ ؟
أَم إِنَ عصَافيركِ مَا زَالتْ تُغرد حُزناً ؟
مَمَزقَة أَنا ياورد /
أَبكِي وَعلى الكَفيِن شَوق لَا يموت وَحنيِن لَا ينطفئ.
أُنظر فِي عيِني سَتراهَا مُثقَلة الجفون
سَتشَهد الَألَم فِيهَا بَعد مَا نَام في جفونهَا السُهَاد
أَلَا تَسْمَع تنهيدَة جُرحِي وهوَ يَئن فِي رَحم المَوت يُريد الخَلَاص.
اقتَرب وَأقرأ المعَانِي فِي أبجديَاتِي كَمْ هِي موجوعَة
والنبضَات فِي قَلبِي الجَمر يَكويهَا شَوقاً وحنيناً
والروح تحيا على أَمل رجوعهِ لِيُذيبَنِي وجداً ،فَنَبتُّر فُراقنَا سوياً
القَلبُ مفطُور يَاورد ونصفهُ مبتور بَاتَ فِي حالَة مِن الضَياع ،
يَنتظِر متى سَيزفهُ إليَّ القَدر جسداً وروحاً ؟
وَالُأنثَّى بِداخلِي لَمْ تَستطعْ النسيَان
وَأَلَمَ فُراقهِ وَشمٌ يَعتريهِ الزوال ،
فعشْقِي لهُ لَن يُكررهُ ولَن يَمحوهُ الزَمَان
إنهُ حُبِّي الوَحيد /
أغنيهِ فِي ليل الحنيِن ، أَرسمهَ نَغمَة تُهدهد القمَر وتُناجيهِ
أكتبهُ نثَّراً وقصيدة وَأُسرده حكايَة بِلغَة الشَمس .
هوَ النور للقَلب ، وَ مَن ضَجت بهِ دِمَاء العروق
آه يَاورد ليتَ بَسمَة الروح تُدرك إِنَ القَلب مُعلقٌ بِروحهِ
بهِ تَسمو وبهِ تنكسِر ، بهِ يتنفس الحُبّ ، بهِ أَكون أَسعد نسَاء أَلكون ،
وَكُل أَوقاتِي لَم تَكنٌ ذَات دفْء إِن لَم تَكنٌ أَنفاسهِ مَن تستوطنهَا
أَلستَ عِنوان الحُب يَاورد
فَـأخبرهُ إذن / كَمْ أَحببتهُ ...كَمْ عَشقتهُ ...كَمْ هَويتهِ
عَن اسمهُ كَيف يزأر فِي عمقَ روحِي
كَيفَ أَنقشُ مِن الوَهمِ أَملًا بِانتِظَار بِزوغ فَجَرٍ مٌشرقٍ
بَعد أَن طَافت بِي رَغوة الحنيِن وسَلكتُ دَرب الَأنيِن
فَهاجرت الروحُ الجَسد بَحثاً عَنهُ
أخبرهُ /  كَيفَ أصبَحتْ كُل ضحَكاتِي زَائفَة
كَيفَ أُزفِر الَآه ... مِن قَدرٍ لَمْ يَرحَم قَلبٍ أخلص الحُبَّ راسخاً
فَوق كُل إيمان ،تَائهاً يَبحثْ عَن مَن يَنتشلهُ مِن غَرقٍ مُؤكد فِي دِمَاء أوردتهِ
ولَا يَعرِف مَتّى يِأتِي قَارب النَجَاة كَيفَ أَشهَق افتِقَادي لَه مِن الَأعمَاق
وفِي ثغِري سُؤال لِربَّ العِباد هل لِلفقِد والِافتِقَاد رداءٌ غيرَ الَأحزَان ؟
مَازَال إيقاعِي حَزيِن يُجلجل كَالرَعد وَوَحدهُ مَن يعيد إليَّ الَأمل ويُعطنِي الحيَاة
لَمْ أَكنٌ أدري بِأن وَهج شُعاعهِ حيِن يَختفِي سَأُصَاب بِهذا الَألَم





الأحد، 17 يونيو 2012

أَهواكَ ملءُ دَمِي

 
قُلْ كلَاماً جَميلًا يُبكينِي
وَدع صَوتكَ يُزلزل زَاحفاً كَرعشَّةَ قَلب تَهزُ كيَانِي
تَمَسكْ بِرائحتِي ولَا تزفُرنِي لَآتيكَ كَ الشَوق الغَامر ،
وَفِي فُؤادي نبضٌ يُناجيكَ وَنداءٌ يَحتويكَ ، 
لِ أُريكَ وجهكَ المَزروع كوردةَ فِي أعماقِي
وَأُردد إِنَ القَلبُ فَارغٌ بَلَا أَنتَ ،
والروحْ توشِحَتْ بلونٍ قَاتِم 
لِتزدَادُ سُحب الَأحزَان فِي سَمائهَا 
قُل كلَاماً يُغرينِي وَاجعَل الفَرح بَعضاً مِن تَلَاحينِي
لِأغْدو مُسْرَعةً لِإعادة صَوتِي
أَمدُّ الوَتَّر وَأنشدُ لكَ الَموَاويلِي ثُمَّ أَنطق وأُناديكَ ، 
مَا السرُ فِيكَ كِي أَغرسُكَ فِي تلَاحيِن مواويلِي ؟
مَا السِر أَن أراك نجمِاً مضيئاً وعلَّى كَتِف المطَّر
أُنشدَكَ كَيمَامَة بيضَاء نَامَ بِقلبهَا نَهارٌ أبيض
فَأيقظَ النبض النَائِم في خَافقِي المَيتْ، 
وَأَبعد الدمع الذي أذَاقنِي وَجع فقِدكَ لِ أَعوامٍ 
جعل مِن أبَجديتِي المَُمَزقَة بِلَا صَوت ،
صَامتة لَا تَعرِفْ إِلَا السْوَاد لوناً لهَا ، 
تَفرز عَصارة الَألَمْ بيِن أَوراقِي الحَزينَة
تَكتبُنِي حروفاً مُعلقَة بيِن لُجة العَذاب والحنيِن إليكَ..
ولَا أَعرِف مَتَّى تَنطفئ.
قُل كلَاماً يُثنِينِي لِ يُحلق بِي ،وَنَحوَ مَدينَة الَأحلَام يَرمينِي ،
ومِن كَرمكَ يروينِي ، وَمن رحيِقَ أَنفَاسكَ يُسقينِي ..
لَأقل لكَ بِأَنِي زرعتُكَ حُلماً ورويتهُ أَملًا لَا يَموتْ
وَلِلحصاد أتطلع فَلَمْ يَزل حبُكَ يَسري بِكل تفَاصيِلِي ،
ويَجري كَ الدَّم بِكُل شَرايينِي ،
وكَل مَا فينِي لَا يتوقف إِلَا فِي محطَات عينيكَ يَاحبيبِي .
قُل كلَاماً يَزيد مِن قوتِي فَأَنا لَا زلتُ أَرتشفهَا منكَ ..
ولَا تَدعنَّي أُحلقْ كَ المَجنونَة ، كَ سَحابَة تَائهَة فِي سَماءَ الكَون 
بَاحثَّة عَنكَ خَائِفَة أَن يَهرُب بكَ الَنبضُ لِإحداهُنَ، 
فلَا أَعود أَلتقِيكَ فَ أَتَحَطمْ وأَتبعْثَّر وَأَتلَاشى مع أَل لَا وجْودَ 
يَا ملَاكِي مَا زَالَ النبَض يَخطوْ عَلَّى إيقاع خَافقِكَ
بَاحثاً عَن الدفء بيِن حَناياهُ ..
فَأَنت صديقِي وَحبيبِي ،وطناً أُمجده ..
شَجرتِي التي أَتكئُ عليهَا لِأَستَريحْ تَحتْ ظلهَا 
لِأروي ظمأي وتَرحل آهاتِي 
وَتَختبئ أَحزانِي ويَنقطعْ دَمعِي المنهَمر.
قُل كلَاماً شَهياً وَمِن شهد غرامكَ أسكبهُ ،
حَملهُ بِالشوق ،وَبِوَردَّةٍ حَمرَاء غَلفهُ ،
وأمنحنِي حُباً لَا يَزول كِي يَحفظُنِي مِن قَسوة الظنونْ 
ومِن حسَرة البُكَاء بعيداً عَن الَأوهَام
بَعيداً عَن الَأسى الذي يَفتُكَ بالَأعمَاق فَل يَأخذُنِي ؛
قُل كلاماً يُطفئ نَار الْجَحِيمْ فِي جَوفِي
يُبعد عَن روحِي كُلَّ أَلَمْ خْلدَ فِي روحِي بِغيابَك ،
أجعل مِنْ خريِفِي ربيعاً أخضراً مُزهراً
قُل أُحبُكِ وَلَا تَدع مشَاعري ضَالَة عَن طريقهَا 
فَ دُونكَ يَخنقُهَا الصقيع؛ والنبضْ مُشرعَة أَبوابهِ لِلشَقاء
وكلمَاتِي بَاتت تَطلب النجَاة مِن تَمرد الحروف
أَنهَكهَا العطشْ والجَفاف غَرِقَتْ بِالسواد
لَا مُعيِن سِوى صبري إِماأَنتَ أَو لا أَحد 
لِ يتهمونَنِي بالجنَون وَلَا يصدقون
بِأنِنِي يَا وطنِي أَهواكَ مُلءُ دَمِي كَتبتُكَ شِعراً ،
ونسجتُكَ نثّراً ، ضَميتكَ وفَاءً ،فَتحتُ لكَ حصونِي المُغلقَة ، 
وَمِن أَجل عينَيكَ رَفعتُكَ بعيداً عَن كُل الرِجَال في هَذا الكَون 
لِتَكون المُختَلِف فجعلتُكَ رمز قَلبِي مَدى الحيَاة ولَنْ أَنحنِي إلَا لِعيناكَ.
 
؛

؛
؛