السبت، 13 أبريل 2013

طوفَان الصقيع

بكُل فؤاد هُناكَ بقعَة مِن السَواد ، وبفؤادي الَسْوَاد سَيد المَقام ..
الجحيم يستوطننهُ ..وخَمْر الَألَمْ يُسكرهُ ،كثيِره هيِ أَحزانهِ ،
قليلَة هِي أفراحهِ ، ولكن يبقى بعضها فِي ذاكرتِي عظيم..
 
اعتقدت إني أسعد أَنثَّى فِي الكَون ..

وإِنكَ النور الذي يبرق شُعاعهِ فِي جيدَّ عمري ..
إِنكَ مَن سَيحلق بِي إلى الفضَاء لِأَرقص فيهِ رقصَة عشقٍ أزليَة
لِ أَرقص .. وأَرقص .. وَأرقص
تحت غيمَاتهِ الممطرَة - تحتَ قُبعَة فَبرايِر وأجواء الشِتَاء..
لِأَتَوقف مَع لحنٍ أَيقظَ صَقيع الروح مِن بيِن أَصابعِي
فَتسلل الوجع كَغيمَة مَاطرة مِن أَرض الوَصَب ..
أَيقظَ الَأسود المحشوَة بهِ..لِيُصبح لهُ أَلف عِنوان وعِنوان ..
يتغذى مِن دمع العيِن .. ويروي ظمأهِ مِن دمِ الشريَان
يكتم كُل صَرخاتهِ بِداخلِي .. ليزمجر فِي الجَوف صَوتَ الَأنيِن
فدخَان اليَأس قَد أَضطربَ وثَّار بعدَ أَن اشتدَّ بِي الحُزن ..
حتَّى صنع ثورة تحرق كل أَوراقِي ..بِرفقَة قلمِي الَأبلَه..
تباً لِلغيَاب .. حيِن يُثِّيِر جنون الشَوق فيحرقنَا بنَارهِ ويكوينَا
تباً لِلفُراق ..حيِن يُصيبَنَِا بمس أخرق يصدْع جدران القلب فَيُشققهُ
تباً لِلفقِد .. حيِن يسن نصل الهلَاك لِيَلتف حول أَعناقنَا / يَخنقنَا ،
............
فَيمنَع هواء الَأنفاس وأوكسجين الرئَة .
تباً لِلمسَافات حيِن تُصبح مجحِفَة لِتعصِف بِنَا دونما شَفقَة ولَا رأفَة
لِ يبقى السْؤال القَائِم.. /
هل ستحضر الرحمَة لتطفئ قطعَة الجَمر المتقِدة بالحنيِن
هَل سَيتبدل القَدر ويبلل جفاف الروح بِرضَابٍ ينعشهَا ..
أَم أننِي وليدَة الخطيئَة مجدداً ..؟
هيَا أخبرنِي .. هَل أسقطتنِي مِن فؤادكَ ..؟
هَل انتهَت رحلتكَ معِي ..هل أنتهى احتيَاجكِ إليَّ ..
هَل انتهيتُ على يديكَ .. هَل تَخشى نَار حبِّي المُتأَججة
هَل سَمحتَ لِ نفسكَ بالرحيل مِن بيَادر صَدري ..
هيَا بِربِّكَ أَجبنِي ..!
لِمَا تَوحدتَ بجميع أَجزائِي ،ومِن ثْمَّ صوبتَ سهمكَ لِتشقَ فؤادي
اخبرنِي ../ قَبل أن ارتكِب أثنى عشر حمَاقَة في حق ذَاتِي..
قَبل أَن أشقُ ذَاكرتِي الممتَلئِة بِكَ فَأُهشمهَا وأَحفظهَا بعيداً عَنِّي ..
بتُ أخشى الضيَاع فيكَ أكثَّر .. بتُ أخشى وجع الشَوق إليكَ ..
أخشى تِلكَ الجمرات المتقِدة التي تكوي مقلتِي ..
أَنا يَاسَيدي ../
لَمْ أَرسِم قدري بيدي لِأكون وحدِي أنزف ظلمَاتِي وكلِي يرنو إليكَ
ولَمْ أرفض يوماً البيَاض ولَمْ أُوشِم الصَدر بِهدايَا الوَجع
وإنمَا هِي خيباتِي السَابقة لَمْ أهتم لهَا..فَ جَائنِي كَ ريم الفَلَا يَجري واستقَر ..!
لِ يلَون حروفِي بنداءاتٍ مطعونَة بنصل سكينهِ القاطع..
لِيُزيِنَ كلمَاتِي بِشظايَا مِن جمرات القَلب المتقِدة فَانكمش عَذاباً ..
راجيَة بالدُعَاء أَن يعيد إليَّ أملًا ضَائعاً وحلماً نَائماً ..
تعالَّ بربِّكَ وأَجبنِي ../
تعالَّ ..دع طَيفكَ يقترب أكثَّر..وَأُنظر معِي للمطَّر..
هَا هوَ الَآن يَنهلُّ بِغزارة - قطراتهِ تَقرع بَاب نافذتِي ،
تَحولت للون الَأسْوَد تماماً كَ لون قَلبِي البَائس
فهطلتْ على جسد أنثَّى تَرتعشْ مِنْ بَردَّ الفقِد ؛ تبكِي حلماً ممزقاً
تَبكِي كَ بُكاء فؤادٍ حيِن أحرقَ الزَمن قَافلة أُمنيَاتِهِ وأَحلَامِهِ ..
أَتَذكُر ../
ليلَة راقصنَا قطراتهِ سوياً ،ودمعَتِي شَاهِدَة علَّى مولد أَول نبضَة مجنونَة..
حيِن بللتنِي بعد جَفاف دَام طويلًا .. أحببتُكَ لِ تُصبح اسطورة قلبِي ..
لِتكون عينيِكَ أكبَّر قوة جهنميَة شَدَّتنِي إليكَ ..أَسقطِتنِي غَريقَة فِي بحركَ
واليوم هَا أَنا وحيدة – لَا أحد سِواي
أنثُّر مِن خِوان الشَوق أرق يُلامس جنَانِي ..
غَارقَة في بَحر الشَوق ، الَأضلع تئن ، والدموع لَا تنَام ،
وَالثقوب تملئ رئتِي ،وكُل أوراقِي تنبَح كريَاح الشتَاء حيِن تَصْفُرُ ليلًا..
اليَوم ..كُل شَيء يُذكرنِي بِتلكَ الليلَة المَاطرّة ..
يحملنِي كَ ورقَةَ ذكرى تُسافِر بِي لِأرضٍ فَاقِدة المعالَم ..
تَجمدَ عقلِي .. لِمَاذا أراكَ أنتَ وحدكَ ؟
مَن أَنتَ..؟ ومَن تَكون ..؟ وأَي لَعنَة قَذفتْ بِكَ إلي
لِ تَكون أقرب من عرق الوريد ..
لِ تُثَّرثر مع فؤادي كّطائر الفينيق ..
لِ احتسِي نبيذ أَنفاسكَ بِشراهَة حتى ثملتهُ
لِ أغفو فِي حضنكَ كَ طفلٍ شَريد خَائف من ظلَام دامس
لِأشتهِي هواكَ وكَأنهُ يَحمينِي مِن صَقيع الشِتَاء وغَدر الزمَان
لِ أتكوَر كبرعم يتفتح مِن رحيق الدفء حيِنَ تَضمُنِي بيِن كفيكَ ..
ف أَنام عميقاً كَ ذاكَ المسَاء حيِن اغدقتنِي بِدمع المطر..
لِ أتوهجْ كَنجمَة عاليَة فِي السمَاء ..!
إنَ مَا فِي قلبِي يا سيدي يفوق الِإدراكَ ..
يفوق صَوت الَألَم ..يَفوق صُراخ النبض .. وأَنين الَأنيِن ..
لَأنهُ يفتقر للصِادقيِن / للأَوفيَاء/ للمخلصيِن فِي هَذا الزمن الغَابر ..
.