الأحد، 17 يونيو 2012

أَهواكَ ملءُ دَمِي

 
قُلْ كلَاماً جَميلًا يُبكينِي
وَدع صَوتكَ يُزلزل زَاحفاً كَرعشَّةَ قَلب تَهزُ كيَانِي
تَمَسكْ بِرائحتِي ولَا تزفُرنِي لَآتيكَ كَ الشَوق الغَامر ،
وَفِي فُؤادي نبضٌ يُناجيكَ وَنداءٌ يَحتويكَ ، 
لِ أُريكَ وجهكَ المَزروع كوردةَ فِي أعماقِي
وَأُردد إِنَ القَلبُ فَارغٌ بَلَا أَنتَ ،
والروحْ توشِحَتْ بلونٍ قَاتِم 
لِتزدَادُ سُحب الَأحزَان فِي سَمائهَا 
قُل كلَاماً يُغرينِي وَاجعَل الفَرح بَعضاً مِن تَلَاحينِي
لِأغْدو مُسْرَعةً لِإعادة صَوتِي
أَمدُّ الوَتَّر وَأنشدُ لكَ الَموَاويلِي ثُمَّ أَنطق وأُناديكَ ، 
مَا السرُ فِيكَ كِي أَغرسُكَ فِي تلَاحيِن مواويلِي ؟
مَا السِر أَن أراك نجمِاً مضيئاً وعلَّى كَتِف المطَّر
أُنشدَكَ كَيمَامَة بيضَاء نَامَ بِقلبهَا نَهارٌ أبيض
فَأيقظَ النبض النَائِم في خَافقِي المَيتْ، 
وَأَبعد الدمع الذي أذَاقنِي وَجع فقِدكَ لِ أَعوامٍ 
جعل مِن أبَجديتِي المَُمَزقَة بِلَا صَوت ،
صَامتة لَا تَعرِفْ إِلَا السْوَاد لوناً لهَا ، 
تَفرز عَصارة الَألَمْ بيِن أَوراقِي الحَزينَة
تَكتبُنِي حروفاً مُعلقَة بيِن لُجة العَذاب والحنيِن إليكَ..
ولَا أَعرِف مَتَّى تَنطفئ.
قُل كلَاماً يُثنِينِي لِ يُحلق بِي ،وَنَحوَ مَدينَة الَأحلَام يَرمينِي ،
ومِن كَرمكَ يروينِي ، وَمن رحيِقَ أَنفَاسكَ يُسقينِي ..
لَأقل لكَ بِأَنِي زرعتُكَ حُلماً ورويتهُ أَملًا لَا يَموتْ
وَلِلحصاد أتطلع فَلَمْ يَزل حبُكَ يَسري بِكل تفَاصيِلِي ،
ويَجري كَ الدَّم بِكُل شَرايينِي ،
وكَل مَا فينِي لَا يتوقف إِلَا فِي محطَات عينيكَ يَاحبيبِي .
قُل كلَاماً يَزيد مِن قوتِي فَأَنا لَا زلتُ أَرتشفهَا منكَ ..
ولَا تَدعنَّي أُحلقْ كَ المَجنونَة ، كَ سَحابَة تَائهَة فِي سَماءَ الكَون 
بَاحثَّة عَنكَ خَائِفَة أَن يَهرُب بكَ الَنبضُ لِإحداهُنَ، 
فلَا أَعود أَلتقِيكَ فَ أَتَحَطمْ وأَتبعْثَّر وَأَتلَاشى مع أَل لَا وجْودَ 
يَا ملَاكِي مَا زَالَ النبَض يَخطوْ عَلَّى إيقاع خَافقِكَ
بَاحثاً عَن الدفء بيِن حَناياهُ ..
فَأَنت صديقِي وَحبيبِي ،وطناً أُمجده ..
شَجرتِي التي أَتكئُ عليهَا لِأَستَريحْ تَحتْ ظلهَا 
لِأروي ظمأي وتَرحل آهاتِي 
وَتَختبئ أَحزانِي ويَنقطعْ دَمعِي المنهَمر.
قُل كلَاماً شَهياً وَمِن شهد غرامكَ أسكبهُ ،
حَملهُ بِالشوق ،وَبِوَردَّةٍ حَمرَاء غَلفهُ ،
وأمنحنِي حُباً لَا يَزول كِي يَحفظُنِي مِن قَسوة الظنونْ 
ومِن حسَرة البُكَاء بعيداً عَن الَأوهَام
بَعيداً عَن الَأسى الذي يَفتُكَ بالَأعمَاق فَل يَأخذُنِي ؛
قُل كلاماً يُطفئ نَار الْجَحِيمْ فِي جَوفِي
يُبعد عَن روحِي كُلَّ أَلَمْ خْلدَ فِي روحِي بِغيابَك ،
أجعل مِنْ خريِفِي ربيعاً أخضراً مُزهراً
قُل أُحبُكِ وَلَا تَدع مشَاعري ضَالَة عَن طريقهَا 
فَ دُونكَ يَخنقُهَا الصقيع؛ والنبضْ مُشرعَة أَبوابهِ لِلشَقاء
وكلمَاتِي بَاتت تَطلب النجَاة مِن تَمرد الحروف
أَنهَكهَا العطشْ والجَفاف غَرِقَتْ بِالسواد
لَا مُعيِن سِوى صبري إِماأَنتَ أَو لا أَحد 
لِ يتهمونَنِي بالجنَون وَلَا يصدقون
بِأنِنِي يَا وطنِي أَهواكَ مُلءُ دَمِي كَتبتُكَ شِعراً ،
ونسجتُكَ نثّراً ، ضَميتكَ وفَاءً ،فَتحتُ لكَ حصونِي المُغلقَة ، 
وَمِن أَجل عينَيكَ رَفعتُكَ بعيداً عَن كُل الرِجَال في هَذا الكَون 
لِتَكون المُختَلِف فجعلتُكَ رمز قَلبِي مَدى الحيَاة ولَنْ أَنحنِي إلَا لِعيناكَ.
 
؛

؛
؛
 
 

الثلاثاء، 12 يونيو 2012

غبت وَلَمْ تنتظِــر







لِمَا أَشْعلَتَ لَهيبَ النَار، وَكسَرتَ روحِي

لِمَا غبت /
وَلَمْ تَنتظِر لَأصْحو مِنْ غَيبُوبَة فَقدِكَ وَرَحيلكَ المُفَاجئ .
لَم تُهدينِي إلِا سكينٍ مغروسٍ، وَصدرٍ يَنزِف
وَرأسٍ يَعجُ بِذكريَاتٍ يُغَردُ لهَا فُؤادي بِسكُون ووَجعٍ صَامت.

 

بَخيلٌ أَنتَ ../ وَأَنَا مَازالَت عينَاي تَشتاقُكَ
وَحبُكَ فِي دَاخلِي يَجفْ إن ابتعدَ ضَوء عينيِكَ عَن عينِي
غِبت .. غِبت ..غبت


غِبت /
ولَمْ تنتظِر مِن قَدري الشَرس أَن يَرأفْ بِي
لِتتَركنِي أَرتكِب الهَذيَان كَمجنونَة وشِّمَ فُؤَادهَا بِوَجدٍ أَخْرَسَ لِسانِهَا،
وأَبْكَى قَلمهَا ،وَأَدمَعَ عَينِيهَا بِدَمعٍ مْلحَهُ أَسْوَد
لِتَتركُنِي أَخْتَنِق وَبِحْنجُرَتِي لَحنٌ يَحتَرِقُ ، وضِلعٍ مُهَشَّمٍ يَلوكُ حسَرَةً،
وصَوتٌ مَطعون مُندثَّر فِي رداء الصَمت لَا يتوارى.


غبت /
ولَمْ تَمنعْ الروح مِن السقوط فِي هوَة جحيِم الِانتِظَار والَأمل
لَمْ تُوقِفْ ذَاكَ الضَجيج فِي أَرجَاء جُمجمَتِي مُحرضاً جُوقَة الجُرح
ليغسلُنِي بِصراخهِ المُرعِب ؛ فَتَصرفهُ عَنِّي.
لَمْ تَهتَم للِحُزنُ الكَظيِم المُحتشِّد بيِن الضلوع بِآهَاتِ مُكْفَهرَة ،
وازْدِيَاد رَجفتهَا بِجوفِي.
لَمْ تَهتم لِتلكَ النَبضَة الحيَّة المُتَبقيَة بِداخلِي التِّي لَا تَخفُقْ إلِا باسْمَك
لَمْ تَهتَم لِلهفَة الحَنيِن وهِي تشْنُقنِي بِشهَقاتَهَا المُرة الجَائعَة لِرؤيَة عينيك
لَمْ تَهتمْ لِنداءات الشَوق وَهِي تَحْرقُنِي بِنَارهَا القَابِعَة
بيِن شِريَانٍ وَوريدٍ يَنزُ دماً مُخَثَّراً يَشتهِي الدفء

 

 

مَا زلتُ أَعْبُدكَ عِشقاً ، وَأُحبُكَ دفئاً ..وَأَخافُكَ جداً
غِبت /
ولَمْ تَنتظِر لَأُشفى مِن فقدَانِي لِجزءٌ مِن قَلبِي
لَمْ تَقُلْ لِدمِي أَن يَكُفَّ عَن الِاحْتِرَاق
لَمْ تُوقِفْ وَجعِي عَنْ الاقتِراب
لَمْ تُوقِفْ رَجفَة ضِلعٍ لُقِنَ أَبْجَديَة الغَرَام
لَمْ تُوقِفْ العَيِن عَن البُكَاء والجِفنْ عَن السُهَاد
لَمْ تَقلْ لقلبِي أَنكَ قِطعَة مِن خلدهِ
لَمْ تَبثُ فِي صَدري الطمأنينَة والسَلَام
لَمْ تُغَلِف فُؤادي بِفَرحَةٍ تُعيدُ السَكينَةَ إليهِ


الحُبّ يَا عزيزي أَبدَّي
كَ شهقَة احتيَاجِي إِليكَ لَا يَقبل رَغْيِف النسيَان
كَ لَهفَة الرُوحْ لِأُمنيَة لِقَاء لَا تَقبَل الِانتَظَار

 

غِبتَ /
وَلَمْ تَنتظِر كِي تُزهرَ أرضِي يَاسَميناً أبيضاً يُنعشُ أَنفَاسِي
لَمْ تَمنعْ الحُبّ مِن الِازديَاد ، واللهفَة مِن الِانصِهَار ، والشَوق مِن النِداء
لَمْ تَمنعْ الروحْ مِن الغَوص فِي أَعمَاقَكَ حتَّى بتَ قَائد الدَّم فِي عروقَ أَوردتِي.
لَمْ تَجودَ عليَّ بِلقَاءٍ يَروي بَراعمَ أَزهَاري كِي لَا يُصيبهَا الذبُول.

 

 

غِبتَ /
دونَ أَنْ تَرمِي بِتَعويذَة شِفاءٍ مِن دَائكَ المُستَديم
دونَ أَنْ تَقرأ البَسملَة عَلى جَسدٍ مُتآكل مُنهَكةٌ قِواه ، وَقلبٍ مُتضخمْ بِأفيُون الحَنيِن إليكَ
دونَ أَن تُبطِل سِموم الوَجَعْ المُنتَشِرة بيِنَ أَوردتِي وَشَرايينِي
دونَ أَنْ تَخمِد أَجيجَ النيِران المُشتَعِلة فِي جَوفَ صَدرٍ يَشهقُ بالاحتِضَار
دونَ أَنْ تَمحو مِن ذَاكرتِي تَفَاصيل وَطن معهُ لَامستُ خَدَّ القَمَر

 

غِبتَ /
وَلَم تَنتظِر لِيُصْلَب الفَرح عَلى أَجذُع عشِقِي ،
فلَاحقنِي الَأرق ، وَتَكاثَّرت بِي صَرخَات الوَجد
لَا أَقوى علَّى مقاومتكَ ، ولَا أقوى على اعتِزَالك
فَكيف الخَلَاص ؟