السبت، 29 يونيو 2013

فقدِكَ جمر

جَعلنِّي أعلو لِ لسمَاء
ثُمَّ تركنِي أَهوى فِي بحور الانتظَار
وَ رحل....
 
عبثَ بِشرايينِي ،
وسطى على خلَايا جسدي باستبداد ...
وَ اندثَّر ..

أَنتَ أَيهَا السَاكِن بيِن رئتِي وأوكسجينِي
إنِي أُحبُك ..
أُحبُكَ جداً / وَجداً أُحبُكَ ..
 
أُحبُكَ ..
أَوَ لَم تَقلهَا لكَ أَزهَاري ..
أَوَ لَم تُغنيهَا لكَ أَشجاري..
أَوَ لَم يَعزفهَا لكَ نبضِي ..
أَوَ لَم تَرتلهَا لكَ عصَافيِر حدائقِي ..
أَوَ لَم يُخبركَ عشقِكَ الذَائب فِي دمِي ..
 
أَنتَ حبيبِي ../
وحروفِي لكَ ولِأجلِكَ ، لِمَا تُعاقُبنِي بالهجر والجفَاءِ..؟
أَيستحق قلبي هَذا منكَ ..!
أَتستحق روحِي المبللة بمياه عشقِكَ هَذا السَحق ..
تُطيل الغيَاب ، وأَموت أَنا فِي الانتِظَار ألاف المرات ..
 
لَا أَظنُكَ تُدرك
إنَ حريتِي خارج قضبَان سِجنكَ بَاتتْ مستحيلا ..
وَإِنَ هجِركَ يُخلف ورائهِ شوقاً جمره مضطرما
وَإنكَ سكنتَ الفكِر، وأَصبحت يَا عمرييَا كُل العمر
وَإِنكَ لعيونِي كُلَّ البصَر .. ولِ ليلي المظلم نوراَ يُرتسَ
وَإنَّ أُنثَّاكَ أحَبتكَ بِإخلَاص بِلاَ نِفَاقٍولَا ريَاءٍ
 
لَا أَظنُكَ تُدرك
إنِّي أَهواكَ حد الذهول فلَا تَجعل قلبِي مفتور
وَإنِّي أهوى الضيَاع فِي عينيكَ لِ يشاكسانِي ببريقهُما فَتنسانِي أَوجَاعي
أَهواكَ حتى الدنيَا تَعزف نغماً لتضع بيِن يديك عشقِي وجنونِي
أَهواكَ كَكُلَّ شَيء أحتاج إليهِ وَكَحَاجَة الَأرض الجَافَة لِقطرة مَطر
أهواكَ أَكتبُهَا مطبوعَة على ورق الورد وأَرسلهَا إليكَ لتشتم روحِي
أَهواكَ أَكتبُهَا عَلى سَطح المَاء وَعلى أَوراق الشجر محشوة بالحنيِن ومُصابة بِآفة الفقِد.
 
أَنتَ حبيبِي
وَفقدكَ جَمرٌ مِن حُزن ،
يُشعل بَرد النبضْ لِ ينقشُكَ على جدَار الوَجد نقشاً أندلسياً
فترتفع يداي لتطرق أَبواب السمَاء راجيَة أَن يَجلد روحي بمزيد من الصبر..
أَتودد لِلقدر أن يهبنِي بضعْ لحظَات دافئِة بيِن يديكَ كِي لَا أَتجمد برداً
أَن يَأتِينِي بِكَ كَ ياسمينَة بيضَاء تعبق بأنفاسِي ..
لِأعانقُ الشُهب وَأسابقُ السحاب
فَتَحملُنِي إلى قِمَة العشق لِأمكث معكَ وَأَرويكَ حناناً
وازرعُكَ بينَ سُويدائِي و مَجرى دَّمي
 
يَا عشقاً ذاب في دمِي
أُناجيكَ مُترنِحَة .. أَحتاجكَ .. أَشتاقُكَ ..يُزهر المَوت بِداخلِي فِي غيابَكَ
اقترب وأقرأنِي اسطورة عشْق تتنفسُك مع انسيَاب كُلِّ دمعة
اقترب قَبْلَ انْ يَصهرُنِي الحُزْن
اقتَرِب قَبْلَ أن يُبللنِي المَطَّر
اقترب قَبْلَ أنْ يَفتُك بِي الَألَم




فَأَنا يَا حبِيبِي
فِي غُربَة أَليمَة بِلَا أَنتَ ..استنشق رائحة الموت وحيدَة
لِ أجدنِي مُسَمّرة أنتظِر ذاكَ التاريخ الذي سَيأتينِي بِكَ ..
لِ أتجرعُكَ حتى أَثمل مِنكَ ..لِ تَدس الَآمان فِي لِبَّ الفؤاد
لِ تقتلع أوجاع الانكسَار التي طالمَا استبدت بِي ..
عَاقبتنِي الدنيا كثيِراً ، فلَا تَعاقبنِي أَكثَّر ..
ولَا تجعلنِي أنتظِر أكثَّر ..
 

الأحد، 2 يونيو 2013

عيناكَ وهَذا الليل

 
قُلت أُحبكِ
جعلت من روحِي تغرق فيكَ ، وَأَصبحت حياتِي بكَ قنديلًا ،
فَتربعت على عرش قلبِي أميراً ؛ لترحل بعيداً وتتركني انزلق في هوة الهلاكِ وحيدة ،
أبْحثُ عَن خلاص الروح مِن داءٍ بات شِفائهُ مستحيلا.
قلت لِي
أن الربيع في عيناكِ وجدٌ..وإنكِ حياتِي ، وجنونِي ، وربيع عمري الآتِي
حتى باتَ العيش بِدونكِ جحيما ..
لتتركنِّي أَِشْهق وجعاً وفينِي شرايينٌ تتَدفق نَدماً
أزفر الصَمت حتَّى أنخرس لسانِي ،
وبات قلمِي لَا يمد السْطور إلَا بتناهيدٍ تسحق روحِي وفؤادي
تُؤذن باحتراق أوردتِي فتصهلُ صَهيلَا مسطيِرا
قلت لِي
إنكِ لِي وطن .. فَركضتُ لَأجمع لكَ الزهرَ وَشْمتُك بِداخلِي ،
احتضنتكَ لتصبح ضلوعي وثيراً لكَ ..
لتهجر هَذا الوطن بلا لقاء ولا كلمة وداع ،
فَتتركنِي امرأة مَهزُومة بِالفَقِد...وَجرح يَنْزِفُ صَدِيداً مُسّتَعِراً بِالأَوْجَاعِ
قلت أحبكِ
وحبُكِ عَظيمٌ بِداخلِي ؛ فَمنحتُكَ قَلبِي وعمري ،
وحولت سطوري لِأُمنيَة لَم تَكتمل..
لتتركنِي وحرائق اللهفة تَشبُّ فِي صدري ،
فتتفجر ينابيع حبري
وَتَصرخ أوراق الحنين تَشتَكِي غيَابكَ المستَديم..
خذلتنِي عيناكَ
يَاحبيِبي حتى أَمسَى الَمطَّر يَسألُنِي عَنكَ
وكل الَأماكن التي جمعتنَا تشتاقُ مثلِّي إليكَ ؛
فمتَّى سَيشفى القَلب مِن رجفَّة حُبكَ الُمتَجذِّرة ويفيق من عتمة الليل ..
هَذا الليل الذي أصبح يذكرني فيك
وعيناك تتربص بي
لِتجعل الشَوق يستبدُ بِي
فَيَتناثَر بيِنَ أَطراف جَسدي المُثقَل بَوجعٍ عَنيفْ
وَحَنيِن يَرجْمُنَي لِ تَشتعِل وتَثور أَضلعِي .. وَيصرُخ جرحِي
عيناكَ فِي هَذا الليل
تتَحرش بِي تُغازلنِي ؛ ليُراوغنِي ركَاب الدَمع مُتآمراً مَعهُما،
وَأنا شبه مَيتة أُعَانِي أَلَمْ الاحتِضَار
فَمي مُطبق وكَأَنهُ التحم مِن كثرة صَمتِي؛
لِأدع وَجهِي يُلقي حَتفهِ على وسَادتي
وكأَننِي أحتمِي بِهَا مِن سْقوطٍ مؤكدٍ لَا أَنجو منهُ.
عيناك وهَذا الليل
جَعلَا من الَألَم يتأصل فِي عُمقِ الصَدر
جعلَا مِن قَصبتِي الهَوائيَة تَتنَفس الَأنيِن المُنتعل لِحِذاء القَهر
جعلَا النوم يَجفل مِن جفوني ، وَمَا عدتُ أُدرك كَيف يَكون الفَرار
مِن زَوبعَة ثِقبٍ فِي جَسدٍ بَاتَ مِن شَوقهِ إِليكَ رمَاداً يَحتَرِق
عيناكَ وهَذا الليل
جعلَا مِن الَأنَامل تَرتَعش تَكتُبَنِي حرف دَمعه ، ونور شَمعَة،
وَكلمَاتٍ تَتراقص بِقافيَة جُرحكَ تتَفقد رَبيعَ الَألَم فِي وجدَانِي
وَالِجِرَاحُ تَكسونِي ، غَافيَة بَيِنَ أَرصِفَة أَضلعي المُتَهشِّمَة
كَيف لِي أَن أتحرر مِن أسرهَا لِ أطيِر لِحضنٍ يملؤنِي دفئاً ،
كَيفَ لِقلبِي أَن يُغيِّر نَغمَة حبهِ كي لا يَشنقنِي حَنينِي إليكَ وَجعاً
آه يَا جُرحِي يَبدو أَنكَ لَن تُغادرنِي ولَن تُغَادر أَضلَعِي
عيناكَ غرقي..
فِي بحرهمَا أَغرق ، أمضي للسكون القَابع بِعمق الوجود
لعلَّ ألَم الروح يَنجلِي ، فَأنا لا أعلَم إن كَان علي أن أَغفو
وفِي قلبِي يَختَبئ حَنيِن الروح الذي انْحَبس بِوَريد الفؤاد وهوَ يُرتِل
أَحتَاج لِروحكَ ، لِطيفكَ كِي ينتشلُنِي مِن غَرقِي فَربما أَسعَد
ولكن أَيهَا المُتجَذّر فِي أوردتِي /
إنِي أَسألكَ أَعيناكَ قَدري .. أَم زلة منهُ أتت لِتعاقبَنِّي... ومِن ثُّمَ تقتلُنِي ..؟