يِقين زلزلنِي

قَبلَ أَن يأتِي المسَاء

ويَطلُ الليل بظلَامهِ الدَامس

تَمنيتُ أَن يَكون رحيلكَ كِذّبَة

تَترنح ما بيِن شَكٍ ويقينٍِ

ومَا بيِن البَيِن تمنيتهَا أَن تَكون حلماً

ومنهُ قَد أَصحو ،

أَن توأد قَبل بلوغهَا منصَة قَلبِي

فَإذا باليقين يزلزلنِي..

وخيطٌ مِن مَطر يَسقط مِن مقلتِي

صَباحٌ قَاتِل ذَاكَ الصَباح

عِندمَا قُرعت أَجراس العَويل

تلوم قَدراً لَا يَرحم صَوتَ مستغيث كسيِر..

ولَا صَرخَات نفس بَائسَة

لَم تصدق كَارثَة مَوتكَ

لَم تُصدق تِلكَ الفَاجعَة المُرعبَة

التِي شقت الروح نصفيِن

نصفٌ لَم يَعي الحقيقَة

وآخر يبحث عنكَ بيِن الَأطياف

رَحلتَ ..وَ

خلفتَ ورائكَ ميراثاً مِن الَألَم

لَا تصهرهُ حِمم البَراكيِن

وَنِداءات تستغيث بدموعٍ دامية

تُناجي الليل بِرئَة تَحترق

وأَنفَاس تَختنِق ، وبُكَاءٌ فِي القَلب يَكبُر ويَكبُر

فَأَنتَ لَا زلتَ معِي بِكُل التفَاصيِل

لَا زلتُ احترِق بذكريَاتك

التِي قلدتنِي إِياهَا كَ تعويذة أبديَة

فِي كُل أطيافِي وخيالاتي

أُناجيكَ كِي تَعود

فَأنتَ لَم تمت

أنتَ رحلت ، وأَنا مَن ماتت ..

يَاربَّ السمَاء .. أرحمه بِرحمتكَ

وجَفف دَمعاً فِي العيِن تَرقرق ..

وأطفئ شَوقاً إليهِ يَتَأجج ..