الخميس، 16 سبتمبر 2010

أُنثى الوَجَـــع







أَنَا [ أُنثى ] خُطِفَ منهَـا عُمرِهَـا ،
 وَقلبُهَـا قِطعَة وحيِدَّة تَجول باِلجوار
كَتَبتَ حِكَايتهَـا عَلى أَوراقْ الشَجر الخَريفِي ليِتطايَر أشْلَاء ؛
َقرَأتهَا لِموجَ البحر؛ لِيُذيّبْ حروفهَـا السودَاء
رُبمَّا يُلونهَا زَبده ببيَاضهِ الثَّلجِي ؛ َسقتهَـا برحيِقْ الزَهر ؛
لِتَلتَقطَ شَذاه بِشهقات تُلَملِم ثقُوبَ الصَدر فَتَزفرُه يَاسميناً دِمشَقياً ؛
تَأوهت بِأنيِن آثمٍّ بِهَـا ؛ وَبَكَتْ ؛ بُكاء مَزقَ قلوبْ الغُرباء .
رَكضَت ؛ وَفِي المروجْ الخضرَاء ؛ صَرختْ ؛ بالَآه ...
قَالت ../ يا الله ... لِمَا عَلى الصَدر أَن يَمتلئ ثقُوباً
لِـ يَلتقط ذَّرات الهَواء وَجعاً وَأَنيناً..
وَكَلمَّا جَاء الليلْ تتَراقصْ لِتُعانِقْ مَلَامحهَا ؛
توقظهَـا لِتَثمُل بِكَأس مُظلمْ يَسحبهَا رويداً رويداً
لِبئر المَوت حَتَّى تَسقط وَتُصْبِحْ فِي رَحمَة اللهِ.
فَهل أَنا أُنثى مَغضوبٍ عليهَا لِتَذوق عَذاب المَوتْ ؛
لِتَشعُر بِأنفاسهِ عَلى عُنقهَا فَيمتَصْ مَا بَقي من روحهَا البائِسَة ؛
فَـ حِكايتِهَا لَمْ تُنسى بَعد لَا زَالتْ تنمو وَتَكبُر
حتَّى هَتكتْ عَرض قَلبهَا الصَغيِر رُغمَ السنِين
فَارتكَبتْ جُرماً لَا يُغتَفر فِي عيونْ الحَاسديِن .؛
وَفائهَا حَطَّم قَلبهَا ، امتَصَ فَراشَات عمرهَا ؛
أَحلَامهَـا ؛ ابتِسَامتهَا حَتَّى قَضت مَصرعِهَا
فَوق أرجُوحَة مِنَ الورد الَأحمر الِأرجوَانِي.
الله وَحدَّه يعلَمْ كَمْ عَانت حتَّى نَسيَت
كَيف تُطبَق الِأجفانْ لِتَغفو وتَنام العيوُنْ ؛
فَـ الَأيَام تَتقَدَّم بِسُرعة
وَالجروَحْ مازالت تَكْبُر رَغمَ مرور السْنيِن ؛
وَحبهُ لَا زَال ينمُو ويكبُر كَالجنيِن ؛
وَلُقيَاهُ شروق آخر قَد يَأتِي وَقد لَا يفعَل ؛
كَانتْ لـهُ كَالُأم الحَنون
تَحضنهُ بيِن زَنديهَـا ؛ تُقبلهُ فَوقَ جفنيهِ ؛
وقَلبِهَا لَا يَعرفْ الرقصْ إِلَا بَينَ يَديهِ ؛
مَلكـةٌ هِي بِقربهِ ... ذَليلَةٌ هِي فِي بُعدهِ
ضَاعتْ في بحورهِ سنيِن ؛
عَشِقَت البَحر لأنهُ يُشبههُ فِي احتِوائهَا
لَم يَكُن الغَرَقُ فِي هَوَاهُ اختيَارها ،
ولا الفُراقُ قَرارهَا ؛ وَإِنمَّا قَدرٌ عَصف بِهمَا
لَمْ تَختَارسِجنهِ ؛ لِتَكون سَجينتهِ المَدللَة ؛
وَحيدة وراء قُضبَانهِ ؛ يَطرُق زنزَانتِها كُلَّ مسَاء ؛
فَيَبْدأ الشّوقُ بِرجِمِهَا ؛
تَارة تتَوجعْ منهُ ؛ وَتَارَة تُخطط لِنسَيانهِ ؛
فتَتَقِد جِراحُهـا ؛ وتَتوقَف أَنفاسهَا
لِـ تَبكِي الُأنثّى بِداخلهَا دماً لَا دَمعا ؛
جَعلهَا أُنثَى لَا تَفهَم إِلَا هوَ ؛
جعَلهَا رُوحٍ ضَائِعةٍ تَبحثُ عنْ بَقايَا أطّيَافهِ ؛

فَهي لَا تَعرِف السَعادة إِلَا بقربهِ ؛
وَلَا تَدري بَعد ِسجنهَا إِلى أَينَ سَينفيهَا
هَل سَيكتَفِي بِسجنهَا أَم بِدفنِهَا
وتَبليل قَبرِهَا بقَطرَة من دِمَاء أَوردتهِ تَختمْ حكايتِهَا .
 أُسْدِلَّ الِستَار عَلى حِكَايَة
هِي الَأجمل فِي حَياتِهَا وَلكنهَا مَاتتْ قَبلَّ أَن تَكتَمِل .؛

mona


الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

؛؛..[ مَتَّى سَتُغَردَ بِلَابِلِ حدائقِي ]..؛؛


إِلى الله وَحدهُ ..
أُعلِن بؤسي وَشقائِي ؛ فَقري وحَاجتِي ؛
وَعَبّرَ حروفِي المُتَنَاثِرة أَشكِي قلَة حِيلَتِي أَمَام قَدرٍ..
قَاِسي ...ظَالِمْ ...مَُستَبِد ..
يَجُرنِي بلَا إِرادة إلى المَصير
أَخذَّني من أَرضِي [أَرض الفينيق ]..
لِـ يَقذّفُنِي للبعيد لِلطرفْ الَآخر مِنْ الَأرضْ .؛
أَرض غَريبَة ؛ مَخيفَة لَا شَيء فيِهَا
سوى تِلكَ الصَحاري الجَرداء بِرمَالِهَا السَوداء ؛
أَسير لَا أَدري إِلى أَين ؟
 وَلَا أَي الطُرقْ أَعبّر
وَحيدَّة.. كَسِيرَة ..تَائهَـة ..
كَالضَريِر يَنتَظِر مَنْ يَمسِكْ بيَده لِـ يعبٌّر بهِ الطَريقْ .؛
أَتخْبط بِلَا صٌراخْ .. أَسْتَغيثْ السَماء ؛
كَي تَدَّعْ الَأمَل يَلوح فِي أُفقي
كَي تَدَّعْ بَلَابلهِ تُغرد فَِي حَديقتِي
طَاردةْ أَشْبَاح الغُربَان وَالبؤسْ عَنْ أَعتَابِهَا ؛
يآه أَيُهَا القدَّر.. كَمْ أَنتَ جَبار..
لَا تَرحَم ؛ ولَا تَأبه لِصُراخ ؛
وَلَا لِـ بُكَاء ؛ وَلَا لتَأوهَات؛
أَرغمَتَ [الفُراق] أَن يَقفَ كَسدٍّ مَنيعْ
لِأَنَ هَذا مَا تُريدهُ أَنت ولَا يَعنيِكَ مَا أريدهٌ أَنا 
جَعلَتَ مِنَ الفقَد سَيداً فيْ صَدْرٍ تَلظّى بِ الفُراق
غَير آبه بِأَوجَاعهِ رغمَ إِيمانِهُ الكَبيِر بكْ ؛
لَمْ أَكُنْ أَعلَمْ ../
بِأَنكَ سَتضعُنِي على مُفتَرق طُرقْ
لَتجبُرنِي عَلى التَحليِقْ ك
َفَراشَة حَمقاء فِي صَدر اللهَيبَ المُستعر ،
لَمْ أَكُنْ أَعلَمْ ../
 بِأَنكَ سَتجعَلُنِي كالشَريد
أَبحثْ عَن مَخبأ يَأوينِي
خَوفاً منَ مُفَاجأتكَ المُفجِعَـة والقَاتِلَة؛
حَتّى ذبولِي لَمْ يَشفعْ لِي ؛ لَمْ تَتوقف ؛
بَلّ زِدتَ إصراراً عَلى التَرصد بِي .
وَ كُلمَّا حَاولتْ الهروبْ والِاختِباء منكَ
تُلَاحقنِي.. لِـ تَجدني .. تَشدُّ على مَعصَمِي
لِتَخرُج مِنْ روحِي تَنهيِدَّة
تٌشبهُ نَفس تَنّور أَشعلَه خَبازهِ بَعدَّ أَن نَسَاهُ.
يآه أَيُهَا القدَّر ..حَتَّى أَحزانِي
بِفَضلِكَ تسَلَقتْ لِروحِي وَاستَوطنتْ ..؛
تُرافقنِي إِلى حيثُ لَا تَدري ؛
نمضِي مَعاً لِـ مَا لَا نِهَاية كَ رُفقاء دَربْ ؛ 
بِتُ أَخشَاكَ
كَيْفَ لِي أنْ أَتَجَاهَلَ خَوفِي
 وَأنتَ تَحرقٌَنِي رويداً رويداً 
تَماماً كالسيِجَارة بِبطْء شَديد.
أَشكُركَ ../ لِأَنك كَسَرتَنِي 
أَشكُركَ../ لِأَنكَ أَرهقتَ جَسدي  بِقسوتِكَ
وَأثقَلتَ روحِي بِعنفُوانَكِ ؛ وَاستْبدَادك
أَرجوكَ يَكفِي  إحتِراقاً وَعذابا ؛ فالروحْ قَد خَارتْ قِواهَا 
يَكفِي ... جَفافًا وَسَواداً ؛ وَدعْ المَطَّر يَعزفْ سيمفُونياتهِ ، 
ليَعود البيَاضُ مُحَلِقاً فِي سمَائي ؛ 
أَرجوكَ ... يَكفِي هَلّ سَتَكفْ أَمْ ...؟


؛
مُنى 








الأحد، 1 أغسطس 2010

؛؛..[ لِــ الجُرحْ غَديــــر ]..؛؛



شَقتْ سِكينَكَ صَدري ../ يَا سَيدَّ الوَجِدّ

[ لَمْ أُقتَلْ ] بَل أَصْبَح لِلجُرح غَدير ؛وَبدونهِ أَصْبَح العَيشْ مُستَحيل ؛

لَمْ أَشأ أَنْ أَقتُل روحكَ بِدَاخلِي ؛ وَلَمْ أَشأ أَن أَغسِل روحِي مِنكَ

كَِي لَا أَسْقُط لِأَعماقْ الجَحيمْ أَكثّر؛ فَبَاطنِي غَيّر مُؤَهل لِلتغيير .

هُناكَ يَا سَيدي / أَوجدونِي وعلّى شْطآن بحورِكَ أَخبرونِي ؛

[ إنَ سَعادتِي لَنْ تَكتملْ ] وَإِنهَا سَتُنحَر مِن الوَريد لِلوَريد ،

وَإِن جَريمَـة شَنيعَة سَتُرتُكب ؛ لَنْ تُحتَمل ؛

فَالفُرَاق حَتميٌ ؛ والَأشْوَاق سَتوقِد نَار الَأحزانْ ؛

أَخبرونِي يَا سَيدي /

إِنَ السَعادة سَتغيب لَا مُحالْ ؛ لِتَحلَّ شَهقَة لَا تَزفر إِلَا أَنيناً مُميتْ لِروحٍ بَريئـة

تُجَالِس المَوت وَتَنتظَرهُ مَعْ دُنيا غَريبَة

رفيقَها [ ِقلم ] لَا يزَال حِياً يَزفُر الَأحاسيس الحَية لِتَتقد ؛والميتة لِـ تَنتَفضْ فَيمدُهَا بِأَكسُجيِن كَِي يُنعِشْ رئتيهَا وَلو لِبَعضٍ مِن الوَقتْ..!

 
أَلَا تَعِي بَعد ../ يَا سَيدي
إِنِني [ أُنثَّى ] مِن زَمنْ قَيس وَعنتَرة تُعلِنْ الوَحدَّة لأنهَا لَا تَملُك ثَمناً لِلعَرشْ  ؛ فَالعروشْ أَثمانِهَا مُهلكَـة وِهِي لََا تَملكُ حَتى رِبعهَـا ؛

أَلَا تَعِي بَعد../ يَا سَيدي
إِنِني [ أُنثَّى ] نهرهَا يَفيضْ بِدموع الحُزن ؛
وَرودِهَا تَكبُر فِي حقُول ذّات جُرحٍ عَميق ؛
تَنتَظِر الرَحيلْ عَبَّر الَأثير بإتِجَاه السَماء
وَمِنْ دَمهَا يَخرُج زَنبقٌ يَحاكِي [ رَبَّ العِبَاد ]

خُذّني إِليكَ يَا الله ../ خُذّني
مِنْ عَالَم الَأحِقَاد وَالظَلمْ وَالظلُمَات؛
 مِنْ عَالَم الغَدر والنِفَاق
مِن عَالَمْ أَصبحتْ فيهِ الَأقنعة سَائِدة والحَقائقْ زَائفة
مِن دُنيا فَاسِقة رَحلتْ عَنهَا الرَحمة واخْتَفَت فيِهَا صِفَة [ إِنسَان]
بدايَتِها ونَهايتهَـا [ طين أَرضٍ .. وَ..كفنٌ أَبيَضْ ].
رُبمَّا سَيلفُ ذَاكرتِهَـا النسْيَانْ فَتَعود مِن المَوتْ لِلحياة .





.
[ بِقَلم آل مُنى ]~ 1/8/2010





 

الخميس، 17 يونيو 2010

أنفَاسٌ تُصَارِعْ أَوجَاعِهَا




لَمْ أَكُنْ أَهوى الثَرثَرَةُ ِفِي حَضرَتِكَ أَيُهَا القَلمْ ؛
 فّأُعذرنِي .. / إِنْ أَبكَيتُكَ قَليلاً .؛ وَأَوجَعْتُكَ كَثِيراً.
 أُعذرنِي ../ إِنْ جَرعْتُكَ بَعضَاً
 مِنْ أَبجِدِياتِي السْودَاء المُبَللة بِدَمعٍ ملْحهُ أسَود .؛
 لَا تُخَيّب ظنّي؛ إِنتَشِلْ مِنْ جذور أَعْمَاقِي أَوجَاعِي كَي" لّا أُجَنّ"

أَتَسْمَع مثلِي زَمجَرَتْ الرَعد ؛
أتَشعُر مَعِي بِاشَتِداد البَرّد ؛
أَترى مثلِي لَمعَان البَرقْ ؛
أتُصْغِي مَعِي لِصَوتْ المَطّر ؛
 إِنَـهُ المَطَّر ؛
مَطَّر ؛
مَطَّر ؛
يَنهَمِر بِـ غَزارة .؛ تَتَناثّر زَخَاتهِ بِتَمرُد ؛
 تَعْصِف بِمَنْ حَولِها ؛‘ الغَضَّبْ يَسْكُنها. ؛ وَالانتِقامْ يَجْتَاحُها ؛
ارتَعَشَ الجَسَد ؛؛ إِنتَفضَ القَلبْ ؛
لِتَغرَقْ الروحْ بِأَوجَاِعٍ لَا نِهَايةٍ لهَا ؛ فَتُزفُرَ الَأَلَمْ زِفَرَة تَلو الَأُخْرى ؛
فَلَا تَكْتَملْ زَفَراتِها ؛ ولَا تَتَوقفْ آهَاتِها؛ وَلَا تَهدأ أَنَاتِها ؛
باللهِ عَليكَ أخْبرنِي
 مَا الَذي سَيَحْدُثْ لَو
خَضَعَتْ أَنَامِلي لِصَهْوَةٍ مَاطِرَة بِآلاَمِي المُتَجَسِدة والمُتَجرثِمَة ؛
 رُبَما يَسْمَعُنِي أحداً غَيرَ نَفسي ؛ فَيَمسَحْ تَجَاعِيد الغِيَاب ..؛‘ وَيُمزقْ أَشرعتِهَا فَيَمْتَزِجَ النَبَضْ بِكَأسِ لِقَاءٍ تُنعِشُ أَزهَارهِ بِرقَصَةٍ عَلى أنغَام المَطَّر
 أَو يَقْرَؤنِي عَابِر سَبيلْ يَمتَص كُل أَلَآمِي فَيَضيق بِها المَكان لِتَتَسَرب
 فَتَنطلق بعيداً جِداً مُتَمَدِدَة بِسُرعة لِتُصْبِح غَير قَابلِة لِإعَادَة الاسْتِيطان
 فقط مَا أَحْتَاجهُ حَرفٍ عِندَ كُلِ زَفِرة مِنَ ألَألَمْ لَا يَخْذُلنِي ؛
يَجْعَلنِي أَتَنَفَسْ ؛ أَصْرُخ ؛
 أُحَرِضْ البَرقْ ؛
أَشكِي الرَعد ؛
عَلَّ قَطرات أَمطارهِ تُذيَّب أَكوامْ الَألَمْ المُتَرَاكِم ؛
 وتُطفئ لَهْفَة الشَوقْ فِي قَلبِي المَفتُونْ بهِ .؛
 فَيَتَمحَور الدِفء حَولِي بِلقاءٍ تَحتَ غَدَقْ زَخاتهِ.
آه أَيُها الشِتَاء ..
أيُّ حُزنٍ مُتَقِدٍ هَذا الَذي أَتيتَ مُحَملاً بهِ ؛
 وَأيُّ رَحيلٍ مُهلكٍ هَذا الذَي أَتيتَ بهِ لِتَحَرمَنِي منهُ ،
فَيرتَبكَ القَلب الذي أحبهُ جِداً حَد الجِنون لِيبقى التسَاؤل الدَائِم ؛
 مَتَّى سَيَكفُّ الليلُ عَنْ صَمتهِ الَأسْوَد وَالمَطَّر عَنْ غَضَبهِ الَأزرقْ ؛
 لِأَمتَطِي صَهْوَة أَمَلِي أنَّ ثَمَّة نُور سَوفَ يَشْق الُأفِق قَادِماً نَحوي مُعلَناً تَمزُقْ
 أَشْرِعَت الفَقِد عِندَمَا يَكْتَمِل القَمر؛ لِأنتَظِرهِ ؛  وَأَرتَقبه ارتِقَابٍ مَمزوجٍ
بِرَعْشَةٍ تُسَرِع أَنفَاسي خَوفاً مِنْ أَنْ " لَا يَكْتَمل "
 أَتدري يَا رَفيقَ ../
فَكْرتُ أَنْ أَتلوَ تَعْويذَة مِنْ تَعويَذَاتْ الفُقَهاء تِلك .؛
 لَعلَّ الروحْ تَرتَاح مِن شَقَاءهِا فَتُغَادر جَسَدي التَعيس .؛ 
 أَو رُبَما تَحْتَاجُ لِفَقد ذَاكِرَتهَا ولو لِبَعضْ الوَقتْ ؛
 أَو تَأتِي عَصَافيرالرَبيع فَتُحَدثَنِي عَنهُ بِأَصواتِها
 فتُضِيء عَتْمة ذَلِكَ الَأمَلْ بِقُبلَة ذَاتْ حُب
فَتُخَلِص قَلْبِي مِن أَحزانهِ الَمُتَرَاكَمة ؛
 فَأَنَا لَا أُجِيد الحَديثْ إِلَا بهِ ؛
 وَغِيَابهُ يَملَأٌ تَجاويف النَبَض بِفَراغ قَاتِل ؛
إِنهُ المُحَرِض الَأول عَلى البُكَاء وَالحُزنْ ؛
فَفي بعدهُ عَنِي أَتألَمْ ؛ وَفِي شَوقِي إِليهِ أَتَألَمْ ؛
 في قُربهُ  منِي أفتَقُدهِ ؛وَفِي بَعدِهِ عَنِي أَفتَقُدهِ ؛
فَتشتُ كُل الزَوايَا التِي عَبرتها مَعهُ ، عَنهُ ،
أَنصتْ السَمع لَعلي أَسمَعْ وَقعِ خَطواتِهِ فَتَقودَني إِليهِ
كمْ .. وَكَم ../ بَحثتُ عنهُ لُأبقِيهِ ؛  لِأُمَزِقْ غَيابهِ ،
 حَتى بتُ أتَسَاءَل مَنْ يَكُونَ هَذا المُندَس بَينَ أَضلعُي
 لِأَبحَثُ عَنهُ بَينَ أَورِدَتِي التي أتخَذَ منهَا مُتَكأً ؛
مَنْ يَكُونَ لَِتُبكيهِ الَأماكنْ شَوقاً ؛ وَتَنتَحِب دَمعاً.؛
مَنْ يَكُونَ لِيُدَندن القَلب مَعزُوفَة الحَنينْ إِليهِ لَهفةً .؛
قًلّ لِي بِرَبِكَ ؛
 مَنْ يَكُونَ لِأُحبهُ جِداً ؛ لَا بَل لِأَعْشَقُهُ جداً جِداً ؛
 فَالحُب يَموتْ ، والعِشقْ يَدوم أَبدا .؛ وَأَنا أَعشَقهُ جِداً جِداُ ..؛ . .



mona